إن أنا عشت بعد الاستقلال فسأنجب لك الكثير من الأبناء وإن أنا مت يا أمي فالجزائريون هم كلهم أبناؤك




لو كان ثلث الجيش الفرنسي يملك شجاعة العربي بن مهيدي
احتلت فرنسا العالم

جنرال فرنسي






بشهادة المجاهد المرحوم عبد الكريم حساني للأستاذ الكاتب عمر بن عيسى, أنه في عام ألفين, جاءه اتصال هاتفي مفاجئ من الجنرال بيجار, الذي طلب لقاءه لأمر مهم للغاية. فاستشار المجاهد بعض رفاقه و منهم شقيقة بن مهيدي التي لم تكن متحمسة للفكرة. بل إن الأمر وصل ببيجار ليُعرب عن استعداده لزيارة الجزائر للإدلاء بشهادته حول بن مهيدي, لولا أن السلطات الجزائرية لم تمنحه تأشيرة الدخول إلى البلد. الأمر الذي دفع بالزوجين حساني لزيارة الجنرال في فرنسا. و كتب الأستاذ عمر بن عيسى نقلا عن شهادة عبد الكريم حساني ما يلي: لما رأى ( بيجار ) السيدة ظريفة قبَّل رأسها و بكى و قال له ( للمجاهد حساني ): " ثلاثة لن أنساهم أبدا: هوشي منه, جيسكار ديستان, و العربي بن مهيدي, لقد كان له وجه ملائكي. "



و تابع المجاهد حساني وصفه لما دار بينه و بين الجنرال, فقال أن بيجار أكد له و لزوجته أنه لم يُعذب بن مهيدي شخصيا, لكنه سلمه لأشخاص آخرين ( أوساريس و رجاله ), في اعتراف ضمني بصحة فرضية التعذيب و الإعدام, بل أعرب عن استعداده للذهاب إلى الجزائر لإقامة ندوة إعلامية حول الموضوع " بشرط أن ينحني أمام روح العربي بن مهيدي ".



و في نفس الفترة تقريبا, كان الجنرال أوساريس قد قرر هو الآخر و في آخر أيامه الخروج عن صمته الذي دام أربعين عاما, فأدلى بتصريحات لجريدة " لو موند " الفرنسية



أوساريس خرج باعتراف مهول حطم به أكاذيب فرنسا حول نظرية انتحار بن مهيدي, و هو أنه كان قد هرَّب الشهيد من مقر فرقة بيجار بِحي "الأبيار" وسط العاصمة مع عدد من الجنود في منتصف الليل, تفاديا لأي شهود عيان, و أخذوه تحت حراسة مشددة و بسرعة جنونية إلى مزرعة مهجورة خارج مدينة الجزائر, هناك أين قاموا بشنقه, بمعرفة و مباركة مسبقة من طرف كبار المسئولين الفرنسيين, بينهم وزير العدل فرونسوا ميتيران. ثم لفقوا تقارير عسكرية تؤكد أنه انتحار.



و شهد أوساريس أن بن مهيدي كان هادئا جدا, كما رفض أن توضع عصابة حول عينيه في لحظاته الأخيرة, ليُفهم أعداءه أنه لا يخاف الموت و أنه يُريد ميتة جندي لا ميتة صعلوك, و حين قيل له بأنها الأوامر, رد مكابرا: " أعرف ماهية الأوامر, فأنا نفسي عقيد في جيش التحرير الوطني".
           



قال فيه بيجار 

لو أن لي عشرة منه لغزوت العالم.