كن شريفاً أميناً لا لأن الناس يستحقون الشرف و الامانة ، بل لانك انت لا تستحق الضعة و الخيانة 

كن شريفاً أميناً لا لأن الناس يستحقون الشرف و الامانة ، بل لانك انت لا تستحق الضعة و الخيانة

قصة عمي السعيد مع الأمانة

يحكى أن
في بداية التسعينات  من القرن الماضي 
جلس عمي سعيد  أيام شبابه مع أحد أصدقائه 
يتناولان أطراف الحديث..
صديقه هذا من أغنى أغنياء المدينة له أرض شاسعة
قسمها لقطع صغيرة وأراد بيعها
 فإقترح على عمي سعيد شراء قطعة أرضية للبناء منزل
إعترض الرجل عن الشراء متعللا بأنه لا يملك الثمن الكافي لشراء الأرض
لكن صديقه أصر على طلبه قائلا لم أطالبك بالمال
خذ الأرض ومتى إستطعت إدفع ثمنها
أو إدفع لي مبلغا كل فترة زمنية أنت تحددها
وافق عمي السعيد وأخذ من قطعتين 
الأولى بنى عليها منزلا والأخرى جعلها بستانا
لم يكن يعلم بهذا الأمر سوى الرجلين ومن فوقها علام الغيوب..
التأليف لفائدة مدونة كتابي لكم
بدأ عمي السعيد يسدد ثمن الأرض قسطا كل عام أو عامين حسب مقدرته
 حتى دفع ثمن القطعة الأولى
بعد أعوام توفى صديقه وهو لم يكمل تسديد كامل أقساطه
لم يكن بإستطاعة أن يدفع الثمن كاملا لورثة صديقه
لذا جمع أولاده وأخبرهم بالقصة وطلب منهم جمع المبلغ لتسديده للورثة
تحجج أبناءه أنهم لا يملكون هذا المبلغ..
فقال لهم إذن سأرجع هذا البستان لأهله
ذهب عمي السعيد إلى أحد أبناء صديقه وكان أكبرهم وقص عليه الأمر
فقال له إذا أعطيت لنا هذه القطعة فإننا سنختلف عليها
حيث أننا قسمنا تركتة والدنا
إن أرتيت فبعها وأتنا بثمنها وسيكون الأمر كأنك إستلفت من مبلغا من المال
هذا أسهل لنا في تقسيمه
باع عمي السعيد القطعة الأرضية وذهب بالمبلغ للورثة الذين قسموه بينهم
وهم يتعجبون من هذا الرجل الذي يعتبر عملة نادرة في زمننا
أدى أمانته ووفى لصداقته

عبرة
مهما كانت حالتك المادية مزرية
فلا تمد مال أوكل إليك
يقول العقاد
كن شريفاً أميناً ، لا لأن الناس يستحقون الشرف و الامانة ، بل لانك انت لا تستحق الضعة و الخيانة