الظالم لا يحتاج سبباً كي يظلم
قيل إن ذئبًا جائعًا جدًا وقف عند مجرى ماء من أعلى التل وتطلع لعله يجد فريسة يلتهمها. رأى أسفل التل حملًا يشرب من المجرى. عندئذ تطلع من كل جانب فلم يجد راعي الخراف ولا الكلب الحارس لها.
رفع الذئب رأسه وبدأ يفكر، إذ يعلم أن سمعته سيئة للغاية، أنه محب للافتراس، يأكل الخراف الوديعة التي لا ذنب لها.
حاول أن يبرر الذئب نفسه فتطلع إلى أسفل وقال للحمل: "إنك حمل صغير، لكنك تسلك بلا لياقة".
سأله الحمل: "لماذا تتهمني بهذا؟"
قال الذئب: "لأنك تشرب من المجرى، وها أنت تعكّره؛ أما تعلم أنني أشرب منه؟!"
علّق الحمل على ذلك: "أيها الأخ ذئب أنت تشرب من المجرى من أعلى وأنا أشرب من أسفل فكيف يمكنني أن أعكر الماء النازل من عندك نحوي؟!"
كان الحمل على حق. صمت الذئب قليلًا ثم قال له:
- لقد سمعت من مصدر موثوق به أنك تكلمت عني حديثًا رديئًا.
- كيف أتكلم عنك برديءٍ أو صالحٍ وأنا لم أرك من قبل؟
- إذن لابد وأن يكون أخوك هو الذي تكلم ضدي.
- أيها الأخ ذئب ليس لي أخ ولا أخت.
- إن كان ليس لك أخ ولا أخت فحتمًا لك أب يشبهك. هو الذي تكلم ضدي. لهذا فإنني انتقم منه فيك أنت ابنه.
قبل أن يفتح الحمل المسكين فمه هجم عليه الذئب وافترسه..
ستعلم يا ظلوم إذا التقينا *** غداً عند الإله من الظلوم
أما والله إنَّ الـظُّـلـم شـؤمٌ *** وما زال المسيء هو الظَّلوم
إلى دياَّن يوم الدّين نمضـي *** وعند الله تجتمع الخـصـوم
ستعلم في الحساب إذا التقينـا *** غداً عند الإله من المـلـوم
أما والله إنَّ الـظُّـلـم شـؤمٌ *** وما زال المسيء هو الظَّلوم
إلى دياَّن يوم الدّين نمضـي *** وعند الله تجتمع الخـصـوم
ستعلم في الحساب إذا التقينـا *** غداً عند الإله من المـلـوم
0 تعليقات
شكرا لتعليقاتكم الكريمة