تفائلوا فالهموم مثل الغيوم لا تتكاثف إلا لتمطر

تفائلوا فالهموم مثل الغيوم لا تتكاثف إلا لتمطر

عن أبي قلابة المحدث، قال: ضقت ضيقة شديدة
 فأصبحت ذات يوم، والمطر يجيء كأفواه القرب
والصبيان يتضوَّرون جوعاً، وما معي حبة واحدة فما فوقها، فبقيت متحيَّراً في أمري.
 فخرجت، وجلست في دهليزي، وفتحت بابي، وجعلت أفكر في أمري
 ونفسي تكاد تخرج غماً لما ألاقيه، وليس يسلك الطريق أحد من شدة المطر.
فإذا بامرأة نبيلة، على حمار فاره، وخادم أسود آخذ بلجام الحمار
يخوض في الوحل، فلما صار بإزاء داري، سلم، وقال: 
أين منزل أبي قلابة؟ 
فقلت له:
 هذا منزله، وأنا هو.
فسألتني عن مسألة، فأفتيتها فيها، فصادف ذلك ما أحبّت
 فأخرجت من خفّها خريطة، فدفعت إليّ منها ثلاثين ديناراً.
ثم قالت: يا أبا قلابة، سبحان خالقك، فقد تنوق في قبح وجهك، وانصرفت.

فائدة وموعظة