الذي في يَدِه المِطرقَه يَميل الى الظّن بأنّ كل مَن حولَهُ مَسامِيرُ

يحكى أن

كان في خدمة أحد الأمراء رجل حطّاب وكان في أثناء عمله المُضني يحمل آدم وحواء مسؤولية شقاءه لأنّهما كما يعتقد هما السبب في شقائه وتعبه ، وكثيراً ما كان يقول : لو كنت أنا وامرأتي مكانهما لما خالفت وصيّة الله السّهلة ولما كنت سبب شقاء الجنس البشريّ .

فسمعه الأمير يوماً، فقال له : سأعاملك أنت وامرأتك كما أعامل الأمراء، فتسكنان قصري، وتنعُمان بهناء صاف. إلّا أنّي قبل أن أثبّتكما في سعادتكما، سأمتحنكما امتحاناً بسيطاً، فإن تغلّبتُما على التّجربة عشتما في غِبطة ورغْدِ عيش طيلة حياتكما.

فَقبل الحطّاب فرِحاً ، وأتى بامرأته، وسكنا القصر الفخم .

راح الخدم يعتنون بهما كلّ العناية ، فشعرا بسـعادة لا توصف.

يوماً من الأيّام قَدَّم لهما الخدم مآكل شهيّة وبينها طبقاً مغطًّى وضعوه على المائدة وقالوا لهما: يسمح لكما الأمير بأن تأكلا من جميع الأطعمة إلاّ ممّا في هذا الطّبق ، وإذا ما كشفتما عنه طردكما من قصره، وانطلقوا.

بقي الزّوجان يحدّقان إليه . واشتدّت الفضوليّة عند المرأة، فقالت لزوجها : ألا نرفع الغطاء لنرى ما فيه؟ وبعد إلحاح ، قبل طلبها. ورفعت المرأة الغطاء فطار منه عصفور صغير وصرخت بأعلى صوتها لشدّة اندهاشها وفزعها.

وإذا الأمير يُقبِل وينزع عنهما زينتهما ويطردهما من قصره.




لنحذر أن نعيب على العاصين أو الغافلين وننظر إليهم بعين الاحتقار فنبتلى بما ابتلوا به ...

ولنثق أنّ أقدارنا بيد الله ولا يملك أحد أن يكون سبباً في سعادتنا أو شقائنا ...

ولْنعش حاضرنا ولا نلتفت إلى الوراء ، ولْنوقد شمعة بدل أن نلعن الظّلام