يا غافلا والجليل يحرسه من كل سوء يدب في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك تأتيه منه فوائد النعم
قال ابن باكويه :
وحدثنا بكران بن أحمد ، قال : سمعت يوسف بن الحسين ، يقول :
كنت مع ذي النون المصري على شاطئ غدير
فنظرت إلى عقرب أعظم ما يكون على شط الغدير واقفة
فإذا بضفدع قد خرجت من الغدير ، فركبتها العقرب ، فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت
فقال ذو النون :
إن لهذه العقرب لشأنا ، فامض بنا ، فجعلنا نقفوا أثرها
فإذا رجل نائم سكران
وإذا حية قد جاءت ، فصعدت من ناحية سرته إلى صدره
وهي تطلب أذنه
فاستحكمت العقرب من الحية فضربتها
فانقلبت وانفسخت ، ورجعت العقرب إلى الغدير
فجاءت الضفدع ، فركبتها فعبرت
فحرك ذو النون الرجل النائم
ففتح عينيه ، فقال : يا فتى ، انظر مما نجاك الله ؟
هذه العقرب جاءت ، فقتلت هذه الحية التي أرادتك
ثم أنشأ ذو النون يقول :
يا غافلا والجليل يحرسه من كل سوء يدب في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك تأتيه منه فوائد النعم
فنهض الشاب ، وقال :
إلهي هذا فعلك بمن عصاك ، فكيف رفقك بمن يطيعك ؟
ثم ولى
فقلت : إلى أين ؟
قال : إلى البادية ، والله لا عدت إلى المدن أبدا
كتاب التوابين لإبن قدامة
0 تعليقات
شكرا لتعليقاتكم الكريمة