نفشل حين نتوقف عن المحاولة ، ولذلك اياك والاستسلام
بعد إشتغاله بالحدادة لزمن طويل
قرر يوسف أن يكون من أهل العلم
فكما قال إبن مسعود رضي الله عنه
(اغْدُ عالما أو متعلِّمًا، ولا تَغْد إمَّعة فيما بين ذلك)
بدأ تحصيله العلمي بجد ونشاط لكن إصطدم ببعض من ثبطه
فهو في سن لا يسمح له بالتحصيل والنبوغ فقد جاوز يوسف الثلاثين من العمر..
أخبره شيخه بصريح العبارة
هذا ليس مجال تفوقك...سنك لن يساعدك في التحصيل
لكن يوسف أصر على هدفه
قال له الشيخ
إحفظ هذه العبارة وكررها أمام الحظور غدا فهذا إمتحانك
(قال الشيخ:جلد الكلب يطهر بالدباغة)
لما جاءه من الغد طلب منه أن يحكي درس أمسه الذي لقنه
فقال:
(قال الكلب: جلد الشيخ يطهر بالدباغة)
فضحك منه الحاضرون..
هذا كان أول درس
(لا) يحفظه يوسف
أمضى يوسف عشرة أعوام
في التعلم من شيخه لكن بلا فائدة
فهو كما أخبره الشيخ لن ينبغ في أي علم من العلوم...
يأس الرجل من أن يكون من طائفة العلماء ولا المتعلمين..
كان يكثر التردد على الجبال والقفار فكان يهيم بنفسه
فقد تحول إلى أضحوكة بين أقرانه
بينما كان يسير وحيدا في أحد الجبال
إذ وقع نظره تساقط قطرات الماء على إحدى الصخور..
وقد ظهرفي الصخرة ثقب من أثر ذلك التقاطر
وقال: ليس قلبك بأقسى من هذه الحجرة
ولا خاطرك أصلب منها، حتى لا يتأثر بالتحصيل..
ورجع مرة أخرى إلى المدرسة بعزم ثابت وهمة كبيرة
إلى فتح الله عليه من شتى أصناف العلوم
وأصبح نابغة عصره
إنه
يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي الخوارزمي
الملقب (سراج الدين السكاكي)
صاحب كتاب ( مفتاح العلوم)
عبرة
الهمة عمل قلبي، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه
وكما أن الطائر يطير بجناحيه، كذلك يطير المرء بهمت
فتحلق به إلى أعلى الآفاق، طليقةًً من القيود التي تكبل الأجساد.
فائدة وموعظة
0 تعليقات
شكرا لتعليقاتكم الكريمة