ولا تمشِ فوقَ الأرضِ إلا تَواضُعاً ... فكم تحتَها قومٌ همُ منك أرفع


ولا تمشِ فوقَ الأرضِ إلا تَواضُعاً ... فكم تحتَها قومٌ همُ منك أرفع



ولا تمشِ فوقَ الأرضِ إلا تَواضُعاً ... فكم تحتَها قومٌ همُ منك أرفع

قصة الحافلة والخروج من الباب الضيق


الحافلة تسير بسرعة هائلة 
في الطريق السريع فسائقها ماهر متمكن
إنه على مرمى حجر من الوصول إلى أشهر نفق في المدينة
 لقد مر من هنا ألاف المرات..
ودون أن يلقي بال على تلك اللافتة على جانب النفق
والمكتوب عليها بخط واضح جميل
الحد الأقصي للعبور من تحت هذا النفق ثلاث امتار..
إنه يعرف جيدا هذا النفق يعرفه ككف يده
فهو يعرف جيدا طول النفق وعرضه وإرتفاعه
فهو يمر من هنا عشرات المرات يوميا..
إندفعت الحافلة داخل النفق وفجأة..
وحدث مالم يكن في الحسبان
إحتكت الحافلة بسقف النفق 
وحدث شرخ هائل في سقفها
بعد أن أوقف السائق الحافلة بضغطة قوية على الفرامل..
تم التعديل لفائدة مدونة كتابي لكم
وبعد هلع وخوف كبيرين ووسط حالة من الذهول
نزل السائق ومعه الركاب 
ليروا سبب هذه النائبة
نعم الحافلة لن تمر داخل هذا النفق لأنها ملتصقة تماما مع سقفه
لكن ما السبب فأنا أمر كل يوم من هنا
كررها السائق مرارا وتكرارا
هنا توقف أحد السائقين للمساعدة قائلا
لقد تم رصف الطريق من جديد 
دون نزع طبقة الأسفلت القديمة لذا كبر سمك الإسفلت..
بأت كل محاولات إخراج الحافلة من النفق بالفشل
فكل مرة يربطون حبل السحب ينقطع بسبب إحتكاك سقف الحافلة بسقف النفق..
إنها معضلة
هنا تدخل أحد الأطفال الذي تبدو عليه ملامح الذكاء
قائلا للسائق
أخذنا درس العام الماضي بقي راسخا في ذاكرتي
إنه درس صغير عن كيف نعبر من الباب الضيق
قال لنا الأستاذ
إن الإنسان بطبعه كالبالون منتفخ بهواء الكبر والغرور والأنانية والطمع
 يجب علينا أن ننقي أنفسنا ونخرج من جوفنا هذه العادات القبيحة
لكي نعود لحجمنا الطبيعي
 و تصبح أرواحنا نقية طاهرة

لذا إذا نزعنا قليل من الهواء من إيطارات الحافلة
 ستبدأ تدريجيا في الأبتعاد عن سقف النفق..
إستمتع السائق بفكرة الصبي وطبقها على الفور..
إنخفضت الحافلة وزال الإحتكاك وأكمل المسافرون رحلتهم...
عبرة
ليتنا ننزع من داخلنا هواء الكبرياء والغرور والكذب والنفاق من الان ..
حتي نستطيع المرور من الباب الضيق
ولا تمشِ فوقَ الأرضِ إلا تَواضُعاً ... فكم تحتَها قومٌ همُ منك أرفع

فائدة وموعظة